ضربة جزاء : يسددها
مصطفى الآغا
الأساطير هي قصص
يخترعها الإنسان كي يتشبث بمفاهيم يعجز عن تفسيرها أو يبني خيالا فوق خيال ليصبح
الخيال أسطورة أو مثل كذبة نحكيها ثم نصدقها ... والاساطير قديمة قِدم الإنسان نفسه
... فباتت الأسطورة ملازمة لحياة البشر اينما حللوا وارتحلوا ... تماما مثل الحب
والمرأة للشاعر السوري الراحل نزار قباني الذي وصفه عاشقوه بأنه أسطورة الشعر
العربي الحديث وأسطورة الغزل فيما وصفه كارهوه بعبارات قاسية ليس هذا وقت ذكرها
.....
ولا أعرف تحديدا كيف يصبح المرء اسطورة .. ولكن هناك اساطير رياضية مثل
محمد علي كلاي ومايكل جوردان وبيليه ومارادونا وزيدان وبيكهام بعضهم لأدائه الراقي
وبعضهم لشكله وادائه معا ...
وحتما هناك سبب كي يصبح الانسان أسطورة علما
أن بعض الاساطير يتم صناعتها مثل مادونا مغنية البوب الشهيرة وقبلها مارلين مونرو
وغريتا غاربو ومارلون براندو وآلفيس بريسلي وبعض هؤلاء ساهم موته وغموض هذا الموت
في إذكاء نار الحديث عنه وهو ماتحتاجه هوليوود حتى تصنع الافلام وتبيعها ... لهذا
لم يتقبل البعض الكثير مقولة أن نجم الغناء والرقص الامريكي مايكل جاكسون قد رحل عن
هذه الدنيا بدون سبب مقنع علما أن الموت لا يحتاج لاسباب مقنعة فبدأوا بالحديث عن
مؤامرات وربما إغتيالات لهذا يترقب العالم كلله نتائج فحص السموم في جسد هذا الرجل
الذي كان أسودا ثم تحول إلى الأبيض ولم يترك سنتيمتر واحد في جسمه لم " يلعبج " به
... تصورا أنه غير في جلده وأنفه وعيونه وأصابعه وحواجبه ورموشه فبات اسيرا للأدوية
المسكنة التي يقال إنها هي التي ساهمت في موته أو تسببت به ... ومنذ لحظة موته عن
عمر لم يتجاوز الخمسين سنة صاحبت كلمة ( لغز ) كل حرف كتب عنه ... لغز موته يجب أن
يوجد حتى ولو كان موته طبيعيا كي تبقى الاسطورة " مشعللة " في أذهان الناس كلغز موت
الرئيس الأمريكي جون كينيدي الذي شاهدناه في أكثر من فيلم سينمائي وسنبقى نشاهده
لأن موته هو لغز كبير ويجب أن يبقى لغزا كبيرا ....
ولعل ( حركات جاكسون ) خارج
الغناء مثل تغيير الجلد ولبس الكمامات وعدم السلام باليد على الناس إضافة لتهم
التحرش بالأطفال كللها امور ساهمت في إضفاء اللمسة الهوليوودية على هذه الشخصية ...
فالأساطير بالنسبة لصانيعها يجب أن لاتموت لأنها مصدر دخل كبير وملايين متوقعة من
الدولارات ....
الراحل جاكسون كان سيغني في خمسين حفلة مابين 13 يوليو 2009
ومارس / آذار 2010 وتم بيع 900 ألف بطاقة لحضور هذه الحفلات ويقال والكلام على عهدة
الجرائد والمجلات أن الغاء الحفلات سيضر منظميها بحوالي 350 مليون يورو أي ما يعادل
مليارا وسبعمئة وخمسين مليون ريال ؟؟؟؟؟ والمنظمون لم يؤمنوا عند شركات التأمين سوى
على 23 حفلة ستغطي 293 مليون ريالا .... وأعتقد جازما أن وفاة جاكسون ستدر على
اقاربه وحبايبه وأبنائه بالتنبي ملايين أخرى من الافلام التي بدأوا بكتابتها عن
حياته وموته وأنا أكتب مقالتي هذه ( بالمناسبة هذه المقالة أكتبها بلّوشي يعني بدون
مقابل مادي لأن البعض يقولون لي أين سأذهب بالملايين التي أجنيها من المقالات
والبرامج التي أقدمها وهو يفكرون أنني من آل جاكسون بينما أنا من آل الآغا
المُعترّين الذين يشاركون في مسابقات الأحلام وينتظرون أن تتغير حياتهم يوما ما ...
)
جاكسون مات وحل عن الدنيا ولكن ما انا أكيد منه أن إبني كرم الذي لم يتجاوز
السابعة من عمره ومعه ناتالي إبنة الثمانية أشهر سيسمعون بجاكسون عندما يكبرون لأن
الاساطير ... يجب أن لا تموت لدى من صنعها ....