ملك مستبعد - بقلم / أحمد طارق

فتحت عيناي على أرض غار الجمال من جمالها , أرض شملت كل نعم الله , ارض اعتطني من السعادة و لم تبخل .

سعيت جاهداً في بناءها , سعيت جاهداً في الحفاظ عليها , اسكنت فيها كل من أحببت , نعم عشت فيها أجمل أيامي , أصبحت امتلك جنةً في الأرض و مع مضي الايام لم تتوقف تلك الأرض عند حد ما في جمالها , بل تواصل جمالها يزداد كنعمة من نعم الله , تلقائياً دون ان اتدخل .

في يوم من الأيام دخلها رجل و امرأة , شاحبان الوجه , أصحاب ملابس داكنة سوداء فما كان علي إلا استقابلهما , عاشوا معنا و انجبوا طفلاً كان نذير شؤم على أرضي , رأيت الخراب يسود أرضي , رأيت أهل أرضي يخرجون منها مسرعين , اتمسك بمن تبقى " ابقوا لا تذهبوا " , كانوا ينظرون إلي بشكل غريب , نظرة لم تمر علي في حياتي , لم يتبقى إلا رجل و امرأة و اظنكم تعرفوهم , و لا يزال الخراب ينتشر في أرضي.

و دعت أرضي و تركتها و أقسمت و أن لا أدخلها مرة أخرى , و لكن الحنين إلى الأرض زاد ألمه في قلبي , , و اضطررت أن أكسر قسمي و أمر عليها , فرأيت الصدأ يكسو بابها , إن هؤلاء الناس هم من سكنوا أرضي , و لكن أصبحوا ذوي رداء أسود كرهت وجوده , امتلكوا وجوهاً سوداء ذكرتني بشخص ما , من هو ؟؟ لم ينعش ذاكرتي غير ذلك الطفل الذي ترتسم على وجهه الابتسامة دون الناس كلها , منظر طعن قلبي .

كذب و خيانة أنجبوا كرهاً عاث في الصداقة خراباً , و ابعدو كل من كان فيها بعد ما امتلكوا نفسيةً جديدة جعلتهم يعودوا ليعمروا أرضاً تغير عنوانها , أرض ترسل جيوشاً من رجالها و نساءها إلى أراضيكم فلا تخطئوا كما أخطأت و لا تسمحوا بوجودهم بينكم و هذه آخر كلماتي ""وداعاً يا أرضي"".