من السبب ؟؟
تصل إلينا دوما تلك الرسائل التي تطالبنا بمسح صفحات الإلحاد و الكفر , و شخصياً كنت ابلغ عنها دون تفكير , و مع الوقت بدأت تلك الرسائل تزيد , فعلمت حينها أنها طائفة اتسعت رقعتها , و قررت أن اتصفح تلك الصفحات و أن أعرف ما الذي جعل هؤلاء الناس يتجهون هذا الاتجاه , قرات مقالاتهم , تابعت مقاطع الفيديو التي ينشروها , و لم أنم في تلك الليلة من الذهول , و دون أي تحيز لأي دين , هناك قدر من الضلال لم أره في حياتي .
هاجموا الإسلام فقط , و ذكروا بقية الأديان على الهامش دون ذكر أسماء , فبدأت أتساءل هل هم فعلاً " لا دينيين" كما يدعون ؟ أم هم أعداء الإسلام أياً كانت ديانتهم ؟ كل ما أعلمه أن هذه االطائفة أقنعت عدداً كبيراً بفكرها , و ازدادت رقعتها بشكل هائل , جعلوا من الباطل منطقاً يسيرون عليه , و أوجدوا طريقتهم الخاصة لاقناع العامة بفكرهم , أتو بدلائل من القرآن الكريم , و قاموا بتحريف معانيها الأصلية , ادعوا عدم احترام القرآن للمرأة , و ضياع حقوقها في ديننا , قرروا أن حرية التفكير و الابتعاد به من أقل حقوقهم , قرروا أن دين الإسلام دين لا يحمل من المنطق شيئاً , و المفاجأة أنني لا ألومهم , فنحن من ترك هذا الطابع فيهم , بتصرفاتنا و عدم احترامنا لديننا , نحن من ضيع حقوق المرأة , نحن قللنا من قيمة الإسلام , نحن من جعلنا الإسلام ينافي المنطق و متناقض , نحن من جعلنا الإسلام عرضة للمهاجمة دون الأديان الأخرى و نحن دين الحق , قال أحدهم: ( أعتقد أن كل الأديان من صنع الإنسان ) و هذا انطباع متوقع من بعض الفتاوى التي سمعنا عنها و التي تحقق مصالح شخصية , و أخرى قد تكون غير معقولة , و قال أيضاً : ( إن كان القرآن آت من إله عالم بكل شيء , لما تضمن نصاُ يختلف علىه السنة و الشيعة حتى يومنا هذا ) , اختلاف الرأي وارد , و لكن طريقة الوصول إلى حل ما هي ما تقتل الود بيننا و تمحي من أنظارنا أي سبيل للوصول إلى حل صحيح , و هناك سبباً آخر برأيي , الإرهاب الذي يتلثم تحت اسم الإسلام , و نحن كمسلمين لم نستطع أن ننفي مسؤولية الإسلام عن تلك الأفعال حتى الآن .
الإسلام دين عظيم , دين سماحة , دين تبنى به الحياة كلها , و نحن شوهناه , لا تدافع عن نفسك بمبرراتك , بل احصل على لحظتك الخاصة في التفكير , و ابدأ من نفسك , معاً لنحسن صورة الإسلام , بدلاً من أن تتجاهل تلك المواقف , انصحك بأن تعيشها بكل تفاصيلها , قد ترى حلاً لمشكلاتنا , قد ترى قطعة ناقصة من تلك اللوحة المشرقة , لوحة الإسلام , هم جزءوها و أخذوا الجزء الذي يحتاجون إليه لتدعيم حجتهم , فواجبنا نحن أن نجمع تلك الأجزاء و نعيد صورة الإسلام كما كانت , كما أرادها الرسول الكريم , و مرة أخرى معاً لنحسن صورة الإسلام .
أحمد طارق سمير